الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بذكرى ولادة مشكاة آل محمد السيدة الزهراء "عليها السلام"
لمناسبة الذكرى العطرة لولادة مكنونة الكمالات وخزين الفضائل والمكارم والحسنات، سيدة نساء العالمين وبنت أشرف الانبياء والمُرسلين وزوج سيد الوصيين، فاطمة الزهـراء "عليها السلام"، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلها المركزي البهيج تحت شعار: (ميلاد سيدة النور)، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر عبد الأمير مهدي، وأعضاء مجلس إدارته الموقّر، ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، إلى جانب كوكبة من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" الذين جاءوا للتشرّف بإحياء هذا الحفل المبارك مؤكدين التزامهم بالنهج الرسالي والارتباط الوثيق بأهل بيت النبوة "عليهم السلام".
استُهل الحفل بتلاوة أيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين القارئ علي عبد الستار الخفاجي، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام وجاء فيها: ( نَقِفُ اليومَ في هذه الرّحابِ الطّاهرةِ بينَ يَدَي مناسبةٍ عَطِرَةٍ يَتَجدَّدُ فيها الفَيْضُ الإلهيُّ والسِّرُّ المُحمَّديُّ، ذِكرى وِلادةِ بَضْعَةِ النَّبيِّ المُصطفى ونورِ عَيْنِهِ، السَّيِّدَةِ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ "عَلَيْها السَّلامُ" لِنَحتَفِلَ مَعًا بذِكرى مِن أعظَمِ المناسباتِ في تاريخِ الرِّسالةِ، ذِكرى وِلادةِ النُّورِ الثّالثِ بعدَ أبيها وبَعْلِها، تلكَ الشخصيّةِ التي اختَصَّها اللهُ تعالى بمقاماتٍ ساميةٍ بعدَ النَّبيِّ المُصطفى وعليٍّ المُرتَضى، ليتَجَلَّى فيها كمالُ الإيمانِ، وصفاءُ الرّوحِ، وسُموُّ العَطاءِ، حتّى صارَتْ قُدوةً خالِدةً للإنسانيّةِ، ومِثالًا أعلى للمرأةِ المؤمِنةِ الرّساليّةِ.
وأضاف مؤكداً: أن العَتَبَةَ الكاظِمِيَّةَ المُقدَّسَةَ، وهي تستقبِلُ هذه المناسبةَ المُبارَكةَ في رِحابِ الإمامينِ الكاظِمَيْنِ الجَوادَيْنِ "عَلَيْهِما السَّلامُ"، تُجدِّدُ عَهْدَ الوَلاءِ والاقتِداءِ بنَهْجِ الصِّدّيقةِ الطّاهرةِ، وتُؤكِّدُ رِسالَتَها في إحياءِ سيرتِها العَطِرَةِ، وتَرسِيخِ قِيَمِها الرَّفيعَةِ في المُجتمعِ؛ قِيَمِ الحَياءِ والعِفَّةِ، والعِلْمِ والعَمَلِ، والتَّضحيةِ والإيثارِ، والالتزامِ بتعاليمِ الإسلامِ المُحمَّديِّ الأصيلِ، ومِنها الالتزامُ بالحِجابِ الشَّرعيِّ والعَباءةِ الفاطِمِيّةِ الزَّيْنَبِيّةِ.. تِلْكَ العَباءةُ الَّتي تَرْمزُ إلى السُّمُوِّ والهَيبةِ والإِجلالِ.. مِمّا دَفَعَ بأَعْداءِ الإسلامِ إلى مُحارَبَتِها ومُحارَبَةِ كُلِّ مَعاني العِفَّةِ والحِجابِ في مُجْتَمَعاتِنا لِلنَّيْلِ مِن مَكانَةِ المَرأَةِ، وبِالتّالي تَخْريبِ نِصْفِ المُجْتَمَعِ... وبهذه المناسبةِ المباركةِ، تدعو الأمانةُ العامّةُ للعَتَبَةِ الكاظِمِيَّةِ المُقدَّسَةِ جميعَ أبنائِها وزُوّارِها الكِرامِ إلى أنْ تكونَ سيرةُ السَّيِّدةِ الزَّهْراءِ "عَلَيْها السَّلامُ" مَنارًا في البُيوتِ، ومَصدَرَ إلهامٍ في التَّربيةِ، ومَنْهَجًا في تَعزيزِ الأخلاقِ والوعيِ والإحسانِ، ولا سيَّما في زَمنٍ أحوَجَ ما نَكونُ فيه إلى النَّماذجِ الإيمانيّةِ التي تَرفعُ مِن مُستوى الوعي وتُصلِحُ الواقِعَ).
بعدها تضمن الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين التي قدّمت أنشودة بعنوان: (روح أبيها) التي ترنّمت بمقام السيدة الزهراء "عليها السلام"، كما ألقى الشاعر زيد السلامي قصيدة بهذه المناسبة بعنوان: (سيدة الجنة)، وأعقب ذلك عرض متلفز من إنتاج قناة الجوادين تناول رواية المولد الشريف للسيدة الزهراء "عليها السلام"، وبهذا المشهد الإيماني الذي ازدانت به أروقة العتبة الكاظمية المقدسة اخَتَتم الحفل المنشد صاحب الكربلائي الذي قدّم مجموعة من الأهازيج المعبرة عن الولاء المُطلق لسيدة النور "عليها السلام".
ثم كرّم السيد الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة ثلة من الشباب المؤمن الذي نفّذ مجموعة من الأعمال الفنية في رحاب الصحن الكاظمي الشريف سلّطت الضوء على صفحات من حياة سيدتنا فاطمة الزهراء "عليها السلام" وبهذا توحّد الحضور على معاني المحبة والولاء، وارتفعت القلوب قبل الأصوات وهي تستلهم من سيرتها العطرة دروس الطهر والإيمان، لتغدو هذه المناسبة المباركة محطة إشراق تتجدد فيها العهود، وتستنهض فيها الهمم للسير على نهج آل بيت النبي "عليهم السلام".


















