الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تقيم ندوة علمية بعنوان: الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) والتمهيد لوجود المرجعية الدينية
برعاية الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الدكتور حيدر حسن الشمّري، وضمن فعاليات الأسبوع الجعفري الذي تقيمه العتبة الكاظمية المقدسة إحياء لمناسبة ذكرى شهادة سادس الحجج الميامين الإمام جعفر الصادق "عليه السلام"، أقيمت ندوة علمية موسعة تحت عنوان: (الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" والتمهيد لوجود المرجعية الدينية)، وذلك في قاعة الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام"، بحضور مجموعة من الشخصيات الدينية والاجتماعية.
واستضافت الندوة العلمية الباحث فضيلة الشيخ عَديِ الكاظمي الذي قدّم طرحاً علمياً تناول فيه محاور عدة رئيسة أبرزها: التعريف بمصطلح لفظ المرجعية التي تعني: " رجوع الناس إلى الشخص العارف بحقيقة دين الله وشريعته، وكيف يوصل الإنسان إلى ما يسهم في تكامله في الأرض ويبدأ هذا المسار من الأنبياء، والرسل، والأئمة "عليهم السلام" وصولاً للمجتهد الديني الجامع للشرائط في وقتنا الحالي".
وأكد فضيلة أن وجود المرجع ضرورة كبرى للتعريف بالشريعة والتعامل مع الأخرين، مُبينًاً أنها تمثل امتداداً للتبليغ الإلهي، وحلقة متصلة عبر التاريخ لتوجيه الناس نحو الهداية والصلاح حين حملت أمانة الدين الإسلامي عبر أدوارها التاريخية.
واستعرض الشيخ الكاظمي دور الإمام الصادق "عليه السلام" في ترسيخ أدوار المرجعية، إذ سلّط الضوء على الدور الريادي للإمام جعفر الصادق "عليه السلام" في تأصيل مفهوم المرجعية، وكيف سعى إلى بناء جماعة صالحة قادرة على تمثيل المرجعية بأبعادها الفقهية والفكرية والاجتماعية، مؤسساً بذلك قاعدة راسخة لحفظ الدين وتبليغه، وكرس "عليه السلام" اهتمامه بتأهيل الفقهاء والعلماء لبناء منظومة القيم والمبادئ التي تحفظ الهوية الدينية للأمة.
وتطرق فضيلته إلى دور المرجعية الدينية العُليا اليوم، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، الذي يسير على ذات النهج في توجيه الأمة وصون كرامتها وحماية استقلالها وسط التحديات المعاصرة.
اختتم الشيخ عَدِي الكاظمي سلسلة مباحث محاضرته القيمة بالتأكيد على أن المرجعية الدينية اليوم تمثّل الامتداد الطبيعي للنهج الإلهي، وتحظى بتأييد ودعم الإمام صاحب العصر والزمان "عجّل الله فرجه الشريف"، مما يؤكد دورها المركزي في قيادة الأمة نحو بر الأمان.
وقد حظيت الندوة بتفاعل لافت من الحضور الذين أبدوا إعجابهم بالمضامين العميقة التي طُرحت، مشيدين بجهود الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في نشر الثقافة الإسلامية وتعزيز الهوية الدينية عبر هذه النشاطات الفكرية الهادفة.